أدت التساقطات الثلجية التي تهاطلت خلال
الأسبوع الجاري بمختلف المناطق الجبلية بازيلال إلى عزل معظمها عن العالم الخارجي
,فلازالت العديد من الدواوير والجماعات الجبلية بإقليم ازيلال محاصرة بسبب
الثلوج ، كما أن مشاكل الساكنة أصبحت تطفوا على السطح خاصة بعد أن بدأت
مدخراتهم ومؤنهم تنفذ يوما بعد آخر، وعجز أرباب الأسر على تحصيل ما يحتاجونه في
معيشتهم اليومية بسبب غياب وسائل التنقل التي توقفت عن آخرها، وذلك بعد أن غمرت
الثلوج غالبية الممرات والمسالك، يعلق أحد المواطنين على هذا الواقع بقوله: "
أن صبر السكان المحاصرين بالثلوج أصبح ينفذ، بنفاذ احتياطاتهم من الغذاء "،
ومع استمرار موجة البرد والصقيع بالمنطقة، والتي تصل أعلى مستوياتها خلال فترة
الليل، لازال سكان المناطق الجبلية بدمنات و تيزي نترغست و تيلوكيت و أنركي و
أيت امحمد وزاوية احنصال، يعانون الأمرين بسبب قلة حطب التدفئة، وضعف المستوى
المعيشي للسكان الفقراء، الذين يشتكون من قلة الأغطية، والأفرشة، وكذلك نفاد بعض
المواد الغذائية الأساسية، وعبر العديد من المواطنين في اتصال *برسالة الأمة* أن
السكان لم يعد لهم من بديل آخر سوى النزوح نحو المراكز وذلك بالمخاطرة بأرواحهم،
في سبيل جلب ما يحتاجونه، وذلك أمام غياب أية التفاتة من جهة المعنيين لإغاثة
السكان المحاصرين وسط الثلوج، مصادر أخرى تحدثت، عن محدودية التدخل الذي تباشره
الجهات المسؤولية لإزالة الثلوج عن الطرق المقطوعة، خاصة وأن العملية تتطلب توفير
العديد من الآليات والشاحنات لفك الحصار الذي ضربته الثلوج على الساكنة المنهوكة
بالفقر والحرمان خصوصا أن الإقليم يعرف شساعة في المساحة ووعورة في المسالك،
ويتساءل المواطنون بتلك المناطق عن دور الحكومة ومسؤوليتها في إرسال مساعدات
إنسانية لبعض المناطق الجبلية المتضررة من موجة الثلج، خاصة مناطق ازيلال الجبلية
التي ظلت ولازالت معزولة وبدون أدنى مساعدة، حيث يؤكد العديد من الفلاحين على أن
مصدر عيشهم الوحيد المتمثل في الفلاحة، أصبح الآن تحت رحمة الثلوج التي غمرت
الأراضي، وأتلفت المحاصيل الزراعية المعاشية، للفلاحين البسطاء، الذين ينتظرون على
أحر من الجمر التفاتة من الحكومة، لفك الحصار عنهم، وتسخير الآليات لشق الطرق
المقطوعة، وكذلك توفير المساعدات الإنسانية خاصة للأطفال، النساء، والشيوخ، الذين
أصبحوا لا يبرحون بيوتهم إلا للضرورة القصوى بسبب موجة البرد والثلوج التي تكاد
تغمر كل بيوتهم القديمة.
ويتساءل العديد من الفلاحين عن دور الدولة في دعم الفلاحين في المداشر الجبلية
البعيدة،التي تجاوز فيها علو الثلوج في بعض المناطق مترا واحدا، وأصبحت كل
المزروعات والأشجار المثمرة عرضة للأضرار والتلف، فيما تحدث العديد من الفلاحين
للجريدة عن الغياب الشبه التام للأطر الطبية والشبه الطبية بالمراكز الصحية، منذ
بداية تساقط الثلوج،وأيضا تعليق الدراسة إلى اجل آخر وذلك بسبب غياب شروط العمل
وعدم توفرمراكز العمل على أبسط شروط الاستقرار، ومن جهة أخرى يعاني العديد من
السكان القابعين في الجبال من قلة وغياب حطب التدفئة، حيث يضطر الأطفال والنساء
والشيوخ إلى قطع مسافات بعيدة وسط الثلوج للحصول على قطع الخشب من الغابة، كما
اشتكى العديد من الفلاحين للجريدة من اندثار مراعي الماشية وقلة العلف، كما أن
العديد منهم قام ببيع قطيعه من المعز بأثمان متواضعة، بسبب ارتفاع موجات البرد
وقلة المراعي.
فرغم محاولات آليات التجهيز إزالة
الثلوج عن الطرق غير أنها لم تفلح في فتح الجميع لتظل معاناة السائقين ومستعملي
بعض هذه الطرق مستمرة، وفي اتصال مباشر أكد العديد من المواطنين بتلك المناطق أن
اجتياز بعض المقاطع الطرقية التي غمرتها الثلوج تبقى مغامرة حقيقية، حيث يفضل معظم
السائقين المرابطة على الطريق لغاية ذوبان الثلوج. مدير التجهيز و النقل
بأزيلال أكد في اتصال بالجريدة أن آليات المديرية تعمل ليل نهار لفتح
المسالك الطرقية بدائرة دمنات و أيت امحمد في انتظار الوصول إلى مسالك أنركي و
زاوية أحنصال يوم الجمعة 31 يناير الجاري ووجد العاملون و القائمون على العمليات
الانقادية صعوبة كبيرة بتزي نترغست .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق